هل تسقط طرابلس تعويضاً عن عرسال
د.نسيب حطيط
هل تسقط طرابلس بيد "داعش والنصرة" بعد مظاهرات التأييد في مسجد التقوى والشوارع ورفع أعلام داعش والنصرة.. وهل يعلن شادي المولوي نفسه أميراً على طرابلس مندوباً عن الخليفة البغدادي ويؤمن له بيعة السياسيين الطرابلسيين الذين ضغطوا لإطلاق سراحه ونالوا شرف نقله إلى طرابلس.
هل تسقط طرابلس تعويضاً بعد إستعادة عرسال وجرودها من الذباحين والقتلة من التكفيريين وأعوانهم قبل قصل الشتاء وذلك لتأمين الملاذ الآمن للمسلحين الفارين من الجرود ليتفرقوا في إتجاهين شبعا – وراشيا والجهة الثانية طرابلس - عكار و التمهيد لذلك بإقامة مخيمات للنازحين قرب الحدود السورية لتتحول إلى معسكرات تشبه معسكر (أشرف) في العراق لمجاهدين خلق المعارضة للنظام في إيران والتي احتضنهم صدام حسين لإستغلالهم للتخريب من الداخل الإيراني.
لقد صرح أحد قياديي المستقبل في طرابلس قائلاً "أن هناك مربعا أمنيا في المدينة أصبح الآن مكتملاً داخل منطقة باب التبانة، هو بقيادة شخصين مرتبطين بمنطق التطرّف القائم الآن في المنطقة، وثمّة مَن يقول أنهم من النصرة ولكن قد يصبحوا مع "داعش" في وقت من الأوقات " وكان هذا القيادي قد صرح في العام 2011 " ان تصريح وزير الدفاع فايز غصن بشأن وجود تنظيم "القاعدة" في لبنان يخدم النظام السوري وقد نصل إلى حد طلب سحب الثقة من الوزير" وتأخر ثلاث سنوات ليعترف بالحقيقة المرة التي بدأ يلمسها في طرابلس وأنها قد خرجت من قبضته وسيطرة المستقبل والشخصيات المعتدلة وسيلتهم الوحش التكفيري طرابلس وأهلها وتصبح طرابلس "داعشية" بإمتياز وتسقط بيد التكفيريين كما حصل في الموصل ونينوى في العراق.
إن طرابلس وعرسال واستطراداً لبنان هو ضحية التحالف المشبوه بين قوى 14 آذار والإئتلاف الوطني السوري اللذان يشنان الهجوم المنسق والحاد ضد الجيش اللبناني سياسياً ودولياً ،فيما يهاجم نواب المستقبل الجيش والمخابرات ويتوعدانه بالويل والثبور، يسارع الإئتلاف السوري غير الوطني بتقديم شكوى لمجلس الأمن ضد الجيش اللبناني ويصمت بفجور عن ذبح العسكريين على أيدي ثواره المحترفين ولا يدين الخطف والذبح ومع ذلك يتودد إليه آذاريو المستقبل ويطيبون خاطره ويستنكرون ما يقوم به الجيش !!
ويشكر نائب في المستقبل الجيش الحر (إذا كان لا يزال موجوداً) لتأخير ذبحه العسكريين المخطوفين حتى يستطيع حلفاؤه في لبنان من فرض شروطهم بالمقايضة وفق السيناريو المخطط له إبتداءً حيث تم تسهيل خطف العسكريين بغياب الدعم السياسي واللوجستي وعدم وجود حتى إسناد مدفعي وتفرق المراكز ووضعها بين المسلحين والمدنيين حتى سقطت بسرعة. ويسرح"أبو طاقية" الذي استضاف العسكريين في بيته وقدمهم للخاطفين كهدية حتى يتم ذبحهم قبل عيد الأضحى ولا يزال طليقاً في عرسال على بعد أمتار من الجيش المقيد سياسياً بعدم إعتقال أي من أبناء (عرسال الثورة السورية) !
طرابلس على وشك السقوط والتحضيرات الداعشية تتزايد والسياسيون ساكتون إما خوفاً وإما تآمراً.. وأهل طرابلس مغلوبون على أمرهم وسيكون جبل محسن رهينة جديدة بأيدي التكفيريين كما هي مدينتي " نبل والزهراء" في حلب وسيكون التكفيريون على تماس مع زغرتا وبشري تماماً كما هي خطوط التماس مع أهالي سنجار و"أمرلي" في العراق.
لا بد أن نعترف جميعاً بأننا منقسمون حول الموقف من "داعش" وأخواتها ،فبعض اللبنانيين من المستقبل و14 آذار يرون أن داعش وأخواتها تشكل الذراع العسكرية لهم وأنها تدعم موقعهم السياسي وتمنع سيطرة السلاح المقاوم مع أنهم يعرفون أن ذلك إفتراء و يقولون أن" داعش كذبة كبيرة"... ولكن السؤال من يكذب والجواب عند التحالف الدولي بقيادة أميركا "الولي الفقيه" لقوى 14 آذار فهي تحارب "كذبة" ،مما يعني أنها كاذبة ومن يتبع الكذاب فهو مثيله.
لكن نقول إذا تفجر لبنان عبر النازحين السوريين والفلسطينيين وبعض اللبنانيين التكفيريين.. فهل سيصاب حلفاء سوريا بالنار أم ستصيب النار جميع اللبنانيين...
إذا هبت عاصفة التكفير فهل تبقى محصورة في مذهب واحد ومنطقة واحدة أم ستصيب لبنان كله... بعض المراهقين السياسيين يرون ان أمراء داعش في لبنان سيتركوا لهم مناصبهم وقصورهم ودورهم السياسي... إنهم مغفلون حتى الغباء وجاهلون حتى الجنون.
تعالوا لنتحد جميعاً لحماية وطننا وأهلنا حتى يبقى شيء نتنازع عليه !